كاتانيش .. أفضل مدرب للإمارات في السنوات العشرة الأخيرة

قد يستغرب البعض من العنوان .. و قد يعتبره البعض الآخر انحيازاً غير محسوب للمدرب السلوفيني ..



الموضوع برمّته عبارة عن رأي شخصي خاص بي .. و احببت أن اطرحه في هذا الصرح الرياضي المتميز ..



فمنذ خروجنا من تصفيات كأس العالم 2002 و التي استضافتها كوريا و اليابان .. و نحن نملك منتخباً هزيلاً لم ( يبل ريقـنا ) و لو بـ ربع بطولة



بإستثناء بطولة (كأس الخليج 18) سنة 2007 .. و التي نعلم جميعاً أنها كانت ثمرة ( ملحمة وطنية ) تكاتف فيها الجميع .. شيوخاً و مسؤولين



و لاعبين و جماهير حاشدة كانت السبب الأول بعد الله في احراز أول لقب للإمارات .. و ربما كان لميتسو ( بعض) التاثير و لكن تأثيره اتضح بعد هذه



البطولة بست أشهر حيث خرجنا من كأس آسيا في فيتنام بأداء لم يرقَ أبداً لطموحات جماهير الإمارات .. و انكشفنا رسمياً في خليجي 19 في عُمان



و تصفيات كأس العالم 2010 .. حيث رحل عنا ميتسو في منتصف الطريق بعد فشله الذريع و نتائجه المخيبة و ركضه خلف الملايين القطرية ..



و جاءت مرحلة الصربي كاتانيش .. هذا المدرب الذي اكسب منتخب الإمارات شخصية لها وزنها في أرض الملعب .. و خطوط قوية و متماسكة ..



و لولا السقوط في الشوط الثاني من مباراتنا ضد إيران بسبب فقدان الأمل .. لكان منتخب الإمارات هو صاحب أجمل و أقوى أداء في المجموعة ..



ربما كان كاتانيش مخطئاً ( ظاهرياً ) لدى الشارع الرياضي الإماراتي .. بسبب مشكلة العقم الهجومي الواضح و المتمثّل في عدم احرازنا لأي هدف



في بطولة آسيا .. إلاّ انه ( وجهة نظر خاصة و متواضعة ) لا يتحمل أكثر من 20% من هذه المشكلة ..



و الـ 20 % هذه بسبب عدم استدعاءه للمهاجم الواعد أحمد جمعة كبديل لسعيد الكاس .. حيث ان أحمد أكثر فعالية هجومياً من الكاس و مشكلته هي



قلة الخبرة فقط .. و السبب الثاني هو اعتماده على يوسف جابر في الجهة اليسرى و عدم اعطاء الفرصة لظهير فريق الجزيرة المتميز عبدالله موسى ..



أما الـ 80 % الباقية فتتحملها الأندية المحترفة و اتحاد الكرة و رابطة المحترفين و جميـع من له صلة بكرة القدم في دولة الإمارات .. هذا صحيح ..



فالأندية تتهافت بكل ما أوتيت من قدرة مالية على استقطاب أفضل المهاجمين الأجانب سواء كانوا لاعبين كبار أو مغمورين .. المهم أن 90% من



مهاجمي أندية الإمارات هم من الأجانب .. و أقرب مهاجم مواطن ينافس هؤلاء الأجانب يتخلف عنهم بـ عدّة سنوات ضوئية !!



إذاً لماذا نحاسب كاتانيش على مشكلة عدم التهديف ؟



نحن أصلاً أساس المشكلة بتركيزنا على اللاعب الأجنبي و عدم إعطاء الفرصة لخلق مواهب اماراتية واعدة في خط الهجوم ..



لدينا حراس و مدافعين و لاعبي ارتكاز و لاعبي وسط و صانعي ألعاب تتمناهم جميع المنتخبات ..



لكننا و للأسف لا نملك مهاجماً إماراتياً واحداً يرتقي لمستوى لاعب محترف سعره زهيد في عالم الإحتراف مثل أندريه سانغاهور !!



بالله عليكم يا من تطالبون بإقالة كاتانيش .. ركزوا فقط على هذه النقطة و ستعلمون يقيناً بأن المشكلة ليست مشكلة كاتانيش ..



و إنما هناك مشكلة كبيرة للغاية و خلل واضح في توجهاتنا .. لن يستطيع كاتانيش أو حتى مورينهو مدرب ريال مدريد على حلها !



شخصياً .. سافرت إلى الدوحة و حضرت جميع مباريات منتخبنا في الملعب .. و خرجت من مباراتينا ضد كوريا الشمالية و العراق



و الشوط الأول مع ايران و أنا مرفوع الرأس كإماراتي لديه منتخب قوي تكتيكياً له حضوره و سيطرته الواضحة في الملعب ..



و لولا الكرات التي صدتها القوائم و العارضة في المباريات الثلاث .. لكنا الآن في نقاش آخر عن الأبيض في الأدوار النهائية !



و كم كنت افتخر و أنا أسمع تحليل الخبراء في القنوات الخليجية و التي تمتدح أداء الأبيض الإماراتي و صفوفه المنظّمة جيداً في



المباراتين الأولى و الثانية .. لكن في رأيهم أن ما يعيب منتخب الإمارات هو فقط مسألة إضاعة الفرص و عدم وجود اللاعب الهداف ..



فـ كاتانيش لن يستطيع النزول للملعب لإحراز الأهداف .. و لن يستطيع منع وليد عباس من إجهاض حلم التأهل و إدخال الكرة في



مرمى فريقه ..



الواقعية مطلوبة ..



المراد يا محبي الأبيض الإماراتي .. أن الحل يجب أن يبدأ فوراً ..



إما بإعطاء الثقة للمهاجم المواطن ..



أو ..



إستخدام طريقة أشقائنا القطريين .. و هي الوجبات السريعة ..



و أقصد بها تجنيس مهاجمين جاهزين و لاعبين أجانب على طريقة وجبات ماكدونالدز العالمية ..



و الزج بهم في المباريات ( لكن بشرط تعليمهم النشيد الوطني للدولة تجنباً لصيد الكاميرات ! ) ..



ساعتها سيكتمل النقص في صفوف المنتخب الإماراتي و سنعود إلى الواجهة الآسيوية مجدداً .. و ربما العالمية !



و كمثال بسيط .. تخيلوا ماذا لو كان سانغاهور بمستواه الحالي متواجداً في بطولة آسيا بجانب احمد خليل ( المُستهلَك جداً ) ؟



هذا فقط سانغاهور .. فما بالك لو كان عندنا من يهتم بتجنيس اللاعبين للمنتخب الوطني أكثر من إهتمامه بتجنيس الأفارقة لمصلحة



ناديه فقط .. و نسب اسمه لقبائل أصيلة و معروفة ..



و للأسف كله لأجل مصالح محلية دون الإلتفات للمنتخب الذي يمثّل دولة الإمارات العربية المتحدة !



كلنا ثقة في قرارات سعادة / محمد خلفان الرميثي رئيس اتحاد الكرة و المسؤولين بخصوص استمرار المدرب السلوفينيي كاتانيش من



عدمه.. فهم أدرى منا و هم أصحاب القرار ..



و لقناة ابوظبي الرياضية أقول :



نقل الحدث و المعلومة يختلف تماماً عن اصطياد التصريحات من اللاعبين و المدرب خصوصاً بعد خسارة قاسية لم يستطع حيالها شيئاً



لا اللاعبون ولا المدرب .. بسبب عدم وجود المهاجم الإماراتي القـنّاص و الفعّال في التهديف و الذي يترجم جهـود زملاؤه في الملعب



إلى أهداف تطفئ لهيب الجماهير الوفية .. و تقضي على الخصوم ..



أنا مع تصريحات كاتانيش .. و التي تلخّصها عبارة ( أعطني هدّافاً و ارمني في البحر ! ) ..



هذا هو الواقع و ... هذه إمكانياتنا !









عذراً للإطالة .. و تحياتي للجميع ..

مشكووووووووووووووووور

العفو...